البيض يحتوي على كثير من الكوليسترول: فهناك نحو 200 مليغرام (ملغم) منه في البيضة الكبيرة. وكل ذلك في صفار البيض. وتوصي جمعية القلب الاميركية بتحديد ما يتناوله الانسان يوميا من الكوليسترول بمقدار 300 ملغم.
وإن تناولت بيضتين في الصباح فستكون قد استهلكت كل ميزانيتك من الكوليسترول لكل اليوم. والكوليسترول في البيض، بل وبالفعل في أي شيء نأكله، يقود الى زيادة تركيز الكوليسترول الضار LDL في الدم.
ويقدر الباحثون ان كل 100 غرام اضافية من الكوليسترول في الغذاء اليومي، تؤدي الى زيادة بمقدار 2 مليغرام لكل ديسيلتر، من تركيز الكوليسترول الضار. ومع ذلك فان هذا التقدير هو اقل من التقديرات السابقة. وبالاضافة الى ذلك فان دراستين قد وجدتا ان البيض يقود الى زيادة في الاجزاء الكبيرة للكوليسترول LDL التي هي اقل ضررا للشرايين من الاجزاء الصغيرة له. وهناك اشارة اخرى من الاخبار الجيدة في هذا الشأن: ان الزيادات في الكوليسترول الضار، الناجمة عن تناول الكوليسترول، تعادلها جزئيا زيادة في الكوليسترول الجيد HDL.
المخاطر على القلب
اما الدلائل الوبائية فانها تدعم هذا الأمر اكثر في بعض النواحي. فأغلب الدراسات، من نوع الدراسات التي تتبع حالات الاشخاص لفترة طويلة، مثل دراسة «رامنغهام للقلب» و«دراسة هارفارد حول صحة الممرضات»، قد وجدت ان الاشخاص الذين يتناولون الى حد 6 بيضات في الاسبوع في المتوسط، لا يبدو انهم يتعرضون اكثر للنوبة القلبية او للسكتة الدماغية، مقارنة بالاشخاص الذين يتناولون عددا اقل من البيض، او لا يتناولونه البتة.
وفي الواقع فان الأمر قد ذهب الآن الى حد بعيد، بحيث يعتقد بعض الخبراء انه ينبغي التشجيع على تناول البيض، بهدف إنقاص الوزن، الأمر الذي يقلل من المخاطر على القلب والاوعية الدموية، هي المخاطر التي قيل يوما ما، ان البيض يزيدها. والبيضة تحتوي على كمية جيدة من البروتين (نحو 6 مقابل 8 غرامات في كوب من الحليب خالي الدسم)، والبروتين يعزز الشعور بالشبع. وكانت نتائج دراسات نشرت عام 2007 قد اقترحت بان وضع البيض في قائمة الحمية الغذائية قليلة الكربوهيدرات، تقدم فوائد اضافية تتمثل في زيادة مستويات الكوليسترول HDL الجيد.
مرضي السكرياستثناء من القاعدة
الدلائل على ان اعادة الاعتبار الى البيض لا تعني انها تنطبق على الاشخاص المصابين بداء السكري، تعود الى ازمان ماضية. فعندما اعلن باحثو هارفارد عام 1999 ان تناول بيضة في اليوم لا يبدو انه سيساهم في امراض القلب والاوعية الدموية، فانهم لاحظوا ايضا ان المصابين بالسكري هم استثناء من هذا، على الرغم من ان الاعداد كانت من الناحية الاحصائية قليلة جدا، لإصدار قرار حاسم بهذا الاستثناء.
وفي عام 2008 وجدت دراسة اخرى من هارفارد حول استهلاك البيض ان معدلات الوفيات لمرضى السكري الناجمة عن مختلف الاسباب، بدأت في الزيادة مع تناول بيضة واحدة فقط في الاسبوع، كما انها تضاعفت للمرضى الذين تناولوا سبع بيضات او اكثر في الاسبوع. وعلى النقيض من ذلك فان معدل الوفيات للاشخاص غير المصابين بالسكري لم تزدد، الا بعد ان وصل تناولهم للبيض الى سبع بيضات او اكثر في الاسبوع. وحتى مع هذا، فان زيادة المعدلات كانت معتدلة نسبيا وهي 22 في المائة.
الا ان الأمر المفقود في ابحاث البيض وعلاقته بالسكري، هو التفسيرات الجاهزة حول السؤال: لماذا لا يتخالط هذا الغذاء البيض مع هذه الحالة الصحية؟ وتفترض بعض النتف من الدلائل ان التمثيل الغذائي (الأيض) للكوليسترول لدى المصابين بالسكري ربما يكون مختلفا، الا ان احدا ما لم يتوصل الى تفسير موثوق.
واليك كلمة تحذير حتى ولو لم تكن من المصابين بالمرض، وهي ان مستوى الكوليسترول LDL يمكنه ان يزداد بقوة اذا اضفت غذاء غنيا بالكوليسترول مثل البيض الى نظامك الغذائي. فقد اظهرت الدراسات ان بعض الاشخاص لديهم «استجابات عالية جدا» للكوليسترول الغذائي. ولا يمكننا بأي طريقة، ان نعلم مسبقا ان كنت تقع ضمن هذه المجموعة أم لا. ولذلك فإذا بدأت بتناول كميات كبيرة من البيض، فعليك ان تطلب من الطبيب اجراء فحص لمستويات الكوليسترول لديك عند اول زيارة له.