المسرحية فن من أقدم الفنون المسرحية وأغرقها .فعمرها يرجع إلى خمسة وعشرين قرنا مضت ، حيث كان مولدها مكتملة البناء عند الإغريق ولعل أقدم مسرحية هي (الضارعات ) لايسخلوس وأن كانت هناك أعمال سبقتها عند قدماء المصريين ، ولكنها افتقرت إلي مقومات فن المسرحية بالمعني المتعارف علية عند النقاد والباحثين .
أما ارسطو فقد عرف المسرحية في كتابة ( الشعر ) هي القصة المسرحية ذات الهدف أي القصة التي ترمي إلى تقديم الحدث عن طريق الحركة التي تقدم الحدث تقديما فنيا يستوعبه المتلقي ، ثم يخرج منة وقد حدث في نفسه شيء ما ، هو ما يرمي إلية كاتب المسرحية ، وما يستهدفه من وراء كتابة لها . حيث نجد المسرحية هي عبارة عن قصة مترجمة إلي حركة عن طريق حدث أو أكثر ، بشرط أن تكون نابعة من موضوع واحد وتضم شخصيات وحوار وتقسم تقسيما فنيا خاصا .
بينما يري مار جوري بولتون أن هناك فرقا واسعا بين المسرحية وبين أي نوع آخر من أنواع الأدب ، إذ المسرحية في الواقع قطعة من الأدب الذي يقصد به وجه القراءة والمسرحية الحقيقية بناء له أبعاده ، أنها ذلك الأدب الذي يمشي ويتكلم أمام أنظارنا . وليس المقصود أن تري منها العيوب علامات وترقيما فوق الورق لكي يحولها الخيال إلي مشاهد وأصوات وأفعال . والذي يرمي علية مؤلف المسرحية هو ترجمة نصها إلي المشاهد والأصوات والأفعال التي تجري حرفيا وجسمانيا فوق خشبه المسرح ، وعلى الرغم من أن المسرحيات تقرأ في الواقع وفي كثير من الأحيان قراءة صامتة ألا أن واجبنا إذ أردنا فهم المسرحية أن ندرسها دراسة تنطوي على قدر من الفهم و الإدراك وأن نجعل هذا نصب أعيننا دائما .
مما سبق يتبين لنا أن المسرحية ليست فنا للقراءة فحسب ، وأنما هي فن المشاهدة أساسا باعتبارها فنا أدائي في المحل الأول ، مما يجعلها تختلف كل الاختلاف عن الفنون الأدبية الأخرى كالملحمة والرواية .ويحتاج فن المسرحية كي يتحول من عمل مقروء لعمل مرئي إلي مسرح ومخرج وممثلين وديكور ومؤثرات صوتية وضوئية وجمهور .
والمسرحية الطويلة تأتي في خمسة فصول أو ثلاثة أو اتنين على الأقل وتقع المسرحية الواحدة في صورة مشاهد