ماذا رأت الكنيسة فى " المسيا " عريسها ؟ لقد رأته :
1-المسيا المتألم
2-المسيا الراعى
3-المسيا الملك
4-المسيا الحبيب
أولا : المسيا المتألم :
" ليقبلنى بقبلات فمه ، لأن حبك أطيب من الخمر ، لرائحة أدهانك الطيبة ، أسمك دهن مهراق ، لذلك أحبتك العذارى " ( نش 1 : 2 ، 3 ) .
أنه صوت الكنيسة الجامعة وقد رفعت أنظارها إلى الصليب ، فأشتمت رائحته الطيبة ، ورأت أسمه مهرقا من أجلها ، فوجدت لذة فى حبه ، لهذا أخذت تناجيه قائلة : " ليقبلنى بقبلات فمه " : انها تطلب قبلات الآب ، حقا لقد قبلها الله بقبلات كثيرة على مر العصور ، أعلن حبه لها فخلق العالم كله من أجلها . وأعطاها صورته ومثاله ، بعد السقوط لم يتركها بل وعدها بالخلاص ، ووهبها الناموس المكتوب عونا ، وأرسل لها الأنبياء يؤكدون خلاصها ... لكن هذا كله لم يشبع العروس ، اعتبرت كل ذلك هدايا مقبولة تسر بها ، ولكنها تطلبه هو !
فى العهد القديم تمتعت العروس بصحبة الملائكة والأباء والأنبياء ، كانت العروس فى طريق النمو ، تسير نحو النضوج لترى ( الكنيسة ) عريسها قادما إليها على جبال الناموس وتلال النبوات فألتهب قلبها بالحب نحوه ، قائلة : " ليأت وينزل إلى ويقبلنى بنفسه على الصليب ، ليضمنى إليه بالحب العملى فأتحد معه " .
" لأن حبك أطيب من الخمر " ... كان الخمر يقدم للضيوف ، خاصة فى الأعياد ، علامة الفرح ، كما كان يقدم عند تقديم الذبائح ، ( خر 29 : 40 ، لا 23 : 13 ، عد 15 : 5 ) ، أما حب السيد المسيح ففريد ، يهب فرحا لا يستطيع العالم أن ينزعه !
أشعياء النبى رأى السيد المسيح – العريس المحب – عظيما فى القوة ، بهيا ، يجتاز المعصرة بثياب محمرة من أجل خلاص عروسه .... فتساءل قائلا : " من ذا الآتى من أدوم بثياب حمر من بصرة ؟ ! هذا البهى بملابسه ، المتعظم بكثرة قوته ؟ ! أنا المتكلم بالبر ، العظيم للخلاص . ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة ( معصرة الخمر ) ! قد دست المعصرة وحدى ، ومن الشعوب لم يكن معى أحد ! ( أش 63 : 1 – 4 ) .
هذا هو الحب الفريد الأطيب من الخمر ... فقد اجتاز الرب المعصرة وحده ، لا ليقدم لنا خمرا أرضيا بل يقدم دمه المبذول عنا ، سر حياتنا وقوتنا وخلاصنا .
لا عجب أن يبدأ السيد خدمته فى عرس قانا الجليل ، محولا الماء إلى خمر ، لا ليسكروا ولكن أفاقهم من السكر ، وهبهم الخمر الجديد علامة حبه واهب الفرح والقوة .
" لرائحة أدهانك الطيبة ، أسمك دهن مهراق ، لذلك أحبتك العذارى ، اجذبنى وراءك فنجرى ، أدخلنى الملك إلى حجاله ، نبتهج ونفرح بك ، نذكر حبك أكثر من الخمر " ( نش 1 : 2 – 4 ) على الصليب سكب الرب كمال حبه فأفاح برائحته الطيبة فى المسكونة كلها ، وظهر اسمه فى الأرض كلها .
فاحت رائحة طيبة ، فأدركت الكنيسة أنه بعينه الممسوح بالدهن من قبل الأب لخلاصنا ، الذى شهد له النبى : " أحببت الحق وأبغضت الأثم ، من أجل ذلك مسحك الله بدهن الأبتهاج أكثر من رفقائك " مز 44 .....
فى العهد القديم ، مسح يعقوب الحجر الذى كان تحت رأسه وأقامه ليكون عمودا فى بيت الرب ( تك 28 ) – كعلامة انفتاح السماء على الأرض ..
حين نتحدث عن " خدمة الرب " نقصد " خدمة الرب وسط شعبه " أو الدخول بالأنسان إلى حضرة الرب ، ... لهذا حين نتحدث عن العريس " كلمة الله " كممسوح نرى فيه تحقيق المسحة فى أكمل صورها ، إذ حملنا فيه ودخل بنا إلى الأتحاد مع الله ... هذا هو عمل المخلص ، إذ يقول " من أجلهم أقدس ذاتى " ( أى كرس عمله من أجلنا ) . لكى يكونوا هم أيضا مقدسين فى الحق .
على الصليب أهرق هذا الدهن الطيب ، ودخل به القبر حتى يتنسم الأموات رائحة الطيب عوض الفساد الذى لحق بهم ، وبقيامته قدم للعالم هذا الدهن المهرق الطيب . هذا هو ما يختبره المؤمن حيث يدفن مع المسيح فى المعمودية ويقوم فيشتم رائحة ثياب الرب ، ويتنسم اسمه المهرق على الصليب ، وينهل من رائحة القيامة .
إذ اشتمت البشرية رائحة اسمه المهرق انجذبت إليه بقلوب عذراوية لا تريد أن تنشغل بآخر غيره ، وأنسابت أفكارها نحوه فى عذراوية لا تريد أن تفكر فى اهتمامات الحياة أو اغراءاتها ، وانطلقت أحاسيسها وعواطفها وكل طاقاتها الداخلية نحوه ... قائلة : " لذلك أحبتك العذارى " .
فى جرينا نطلب العريس نجتذب معنا كثيرين يجرون إليه بفرح ، لهذا تاجيه النفس البشرية : " اجذبنى ورائك فنجرى ، ......... نبتهج ونفرح بك ، ....... " هذا هو سر الصليب وفاعليته ، أنه يحمل قوة الشهادة والجاذبية ، وسر البهجة والفرح .
انجذب زكا العشار وراء المسيح ، فجمع الخطاة والعشارين ليلتقوا بالرب ويفرحوا به ، وإذ جلست المرأة السامرية معه نادت أهل المدينة ليجالسوه وينعموا بحديثه الفعال .
طلبت النفس يد العريس السماوى قائلة : " اجذبنى " ، لكى يسنده ويمسك بها ويدخل بها إلى حجاله الروحى فى أبهج لقاء .
يرى بعض الآباء أن الحجال الإلهى هو " سر المعمودية " ، ففى جرن المعمودية يلتقى المؤمن بالسيد المسيح عريسا له ، يلبس الأنسان الجديد ، وينعم بالملكوت الإلهى ، تلبس النفس مسيحها كثوب أبيض للعرس الأبدى ، تلبسه كبر لها وسر قداستها ، يتجمل به ، وتحيا به إلى الأبد ، فى هذا يقول الرسول بولس : " قد لبستم المسيح " غل 3 : 27 .
" أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم كخيام قيدار كشقق سليمان ، لا تنظرن إلى لكونى سوداء لأن الشمس قد لوحتنى ، بنو أمى غضبوا على ، جعلونى ناطورة الكروم ، أما كرمى فلم أنطره "( نش 1 : 5 – 6 ) .
إذ تلبس النفس مسيحها برا لها وتقديسا لحياتها تقارن ماضيها بحاضرها ، فتخاطب بنات أورشليم هكذا : " أنا سوداء وجميلة .......... " انها تعترف بضعفها الذاتى لكنها تعلن عن جمالها الذى أقتنته خلال اتحادها بالمسيح يسوع ربها ، جميلة كستائر سليمان .
يرى القديس أغسطينوس النفس البشرية قبل اتحادها بالمسيح كقطعة الفحم السوداء لكنها متى اتحدت به التهبت بناره المقدسة فيزول سوادها وتصير جمر نار حارة فى الروح مملوءة جمالا ، شاول الطرسوسى كان قبلا مجدفا ومضطهدا وضارا ، كان فحما أسود غير متقد ، لكنه إذ نال رحمة ألتهب بنار من السماء ، صوت المسيح ألهبه نارا وأزال كل سواد فيه ، صار ملتهبا بحرارة الروح ، حتى ألهب آخرين بذات النار الملتهبة فيه " .
كان يليق باليهود أن يسندوا الأمم ويكرزوا لهم بالصليب ، لكن عوض الكرازة وقفوا يعيرونهم بالسواد الذى لحق بهم بسبب الوثنية ، أما الأمم فأجابوا بأن سوادهم ليس طبيعيا ، جبلوا عليه ، إنما هى نتيجة ما عانوه إذ " نزلوا " تحت الشمس فلوحتهم ، ....
هكذا تعتذر " كنيسة الأمم " لبنات أورشليم عن سوادها ، قائلة : لا تحسبن يا بنات أورشليم أن السواد المرتسم على وجهى طبيعى ، لكن لتفهمن أنه قد حدث بسبب تجاهل شمس العدل لى ، فإن شمس العدل لم يصوب أشعته على مباشرة ، لأنه وجدنى غير مستقيمة ، ....
فى القديم كان الأمم مثقلين بشمس التجارب ، محرومين من شمس العدل ، فأعطيت الفرصة لإسرائيل أن يختاروا وينعم عليهم بالرحمة . أما الآن إذ رفض اليهود شمس العدل وسقطوا تحت شمس العصيان وعدم الأيمان ، تمتعت كنيسة الأمم بالسيد المسيح شمس العدل . لقد زال سوادها القديم بإشراق شمس العدل عليها ، ولم تعد شمس الخطية تقوى عليها ، كقول المرتل : " لا تحرقك الشمس بالنهار ولا القمر بالليل " ( مز 120 : 6 ) .
ماهو الكرم الذى تحرسه العروس وكرمها الذى لا تحفظه ؟
يقول العلامة أوريجانوس أن الملائكة هم " بنو أمها " فقد صار البشر والملائكة منتمين إلى أم واحدة ، صار الكل أعضاء فى كنيسة المسيح ، هؤلاء الملائكة يسندوننا ويحاربون عنا ومعنا ، إذ يرسلهم الرب لعوننا فى الحرب الداخلية ضد الخطية ، حتى تقدر النفس أن ترعى كرم الرب الذى هو " القلب " وتتخلى عن كرمها الذاتى ، أو أعمال انسانها القديم ، فلا تعود تحتفظ بها بل تتخلى عنها .
ثانيـــــا : المسيـــــــا الراعــــى :
إذ تحدثت الكنيسة " عن عريسها المتألم " فرأت فى آلامه جاذبية حتى انسحبت كثيرات معها إليه ، هاج العدو عليها .... لهذا تستنجد الكنيسة بذات العريس بكونه : " الراعى الصالح " الذى يدخل إلى حياتها ويرعاها بنفسه ، أنها تناجيه ، قائلة :
" أخبرنى يامن تحبه نفسى أين ترعى أين تربض عند الظهيرة ؟
فى وسط مرارة قلبها بسبب شدة حرب العدو ضدها تشعر النفس البشرية بعذوبة عناية الله راعيها ، فتدعوه : " يا من تحبه نفسى " وكأنها تقول مع القديس غريغوريوس أسقف نيصص : هذا هو الأسم الذى أدعوك به ( يا من تحبه نفسى ) ، لأن اسمك فوق كل الأشياء ، وهو غير مدرك حتى بالنسبة لكل الخلائق العاقلة ، هذا الأسم يعلن عن صلاحك ، ويجذب نفسى إليك ، كيف أقدر ألا أحبك ، يا من أحببتنى هكذا وأنا سوداء ( نش 1 : 4 ) ، فبذلت حياتك من أجل القطيع الذى هو موضوع رعايتك ؟ ! .
حقا ما أحوجنا أن يمسك الراعى نفسه بأيدينا ويدخل بنا إلى كنيسته ، موضع راحته ، مرعى خلاصه ... هناك نلتقى بالسيد المسيح نفسه سر راحتنا وسلامنا .. فى بيته نلنا البنوة لله خلال المعمودية ، وقبلنا روحه القدوس ، ساكنا فينا خلال سر الميرون ، فى بيته نجد غفران الخطايا وننتعش بالذبيحة المقدسة المحيية من جسد ودم يسوع ..... فى بيته نجلس تحت ظلال صليبه ، سر مصالحتنا مع الله وسلامنا الداخلى ..
لماذا أختارت العروس أن تلتقى بعريسها الراعى فى وقت الظهيرة ، قائلة " أين تربض عند الظهيرة ؟ ! .... إن كنا نلتقى بالراعى الصالح فى كنيسته الواحدة الممتدة عبر العصور إنما ندخل إليه لنراه متجليا فيها كشمس الظهيرة ، .... فلا يعرف أعضاؤها الظلمة أو الظلال ، بل يعيشون على الدوام فى ذروة نور راعيهم ، يستنيرون به فيصيرون بدورهم نورا للعالم ، ...
يقول القديس غريغوريوس " انك تجعلنى أربض فى الظهيرة ... فى النور لا يعرف ظلا ، إذ لا يوجد ظل فى الظهيرة حيث تكون الشمس عمودية علينا " . لا يمكن لأحد أن يتأهل لراحة الظهيرة ما لم يكن أبن النهار والنور ...
يرى العلامة أوريجانوس فى الظهيرة رمزا لكمال بهاء الله ، فالعروس تريد أن تلتصق بالرب فى ملء عظمته ، ...
تريد الكنيسة أن تلتقى بعريسها وقت الظهيرة : حيث ظهر الرب لأبراهيم ومعه ملاكان ، وبشره هو وسارة امرأته أنه يقيم لهما نسلا ، يكون بركة لأمم كثيرة ( تك 18 ) .
فى وقت الظهيرة ألتقى يوسف بأخيه الأصغر بنيامين ، فحنت أحشاؤه إليه ، ولم يقدر إلا أن يدخل المخدع ويبكى ، هذه هى صورة اللقاء التى نشتهيها حيث يلتقى الراعى الحقيقى البكر يسوع المسيح بنا نحن أخوته الأصاغر ، يرانا فتحن أحشاؤه علينا ، ويدعونا " بنيامين " أى " أبناء اليمين " .
فى وقت الظهيرة أعلن الراعى الحقيقى يسوع المسيح ذاته لشاول الطرسوسى الذى كرس طاقاته لأبادة أسم يسوع ( أع 22 ) ، فأكتشف شاول حقيقة الراعى الحى الذى لا يموت ...
أخيرا ، فإن تعبير العروس " أين تربض وقت الظهيرة ؟ " يذكرنا بنبوة أبينا يعقوب ليهوذا قائلا : " يهوذا جرو أسد .... جثا وربض كأسد ... من ينهضه ؟ لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع شعوب ( تك 49 ) – تحققت هذه النبوة حين ربض الأسد الخارج من سبط يهوذا ونام على الصليب وقت الساعة السادسة لا ليستريح بل ليرعى بالحب البشرية ، مفدما دمه فدية وخلاصا .
تسأل الكنيسة راعيها :" أين ترعى ؟ أين تربض ؟ ... لئلا أكون خفيفة مقنعة عند قطعان أصحابك " ( نش 1 : 7 )
انها تشتاق أن تتعلم الطريق الذى يلزمها أن تسير فيه ، لئلا بسبب عدم معرفتها لمنحنياته تعرج إلى قطعان أصحابه ... فيراها كثيرون غيره . وكأنها تقول : أريد ألا يرانى أحد غيرك أنت وحدك ، أود أن أعرف الطريق الذى يحضرنى إليك ... ولا يدخل أحد بيننا " .
يجيب الراعى كنيسته هكذا :
" إن لم تعرفى ( نفسك ) أيتها الجميلة بين النساء ، فأخرجى على آثار الغنم ، وأرعى جداءك عند مساكن الرعاة " (نش 1 : 8 )
أوضح لها الراعى معالم الطريق فى نقاط ثلاث :
( 1 ) تتعرف أولا على نفسها ، أى تبدأ بالداخل ، لتدرك أن الله قد خلقها على صورته ومثاله ، وتدرك الطبيعة الجديدة التى وهبت لها خلال رعايته .
( 2 ) تخرج عن الأنعزالية والذاتية ، فأنها لا تقدر أن تصير " جميلة بين النساء " إن لم تخرج مع راعيها خارج المحلة لتحمل عاره ، متمثلة بالآباء القديسين .
( 3 ) تشهد للراعى أمام الجداء ، هكذا لا تعيش فى سلبية ، لتدخل بهم إلى موضع رعايته .
إذ تلتزم الكنيسة وهى تحت رعاية المسيا المخلص أن تحمل مسئولية الشهادة العملية لخلاصه فتدخل بالجداء إلى الحظيرة ليصيروا خراف المسيح يطلب منها أن تعمل بروح القوة التى لا تعرف الخوف قائلا لها :
" لقد شبهتك يا حبيبتى بفرسى فى مركبات فرعون ( الترجمة السبعينية ) نش 1 : 9
نلاحظ هنا دعوته لها " فرسى " بصيغة الجمع ، حتى تلتزم الكنيسة بالعمل بروح الوحدة مع بقية الخيل .. كما أن دعوته لها " فرسى " يعلن ملكية الكنيسة للسيد المسيح ، هذا هو سر قوتها ..
ومن اعتزاز الرب بكنيسته التى يقودها كفرس لقب بـ " الجالس على الفرس " رؤ 19 : 19 ، 21 ...
يمتاز الخيل بالقوة والقدرة على دخول المعارك بسرعة بغير خوف ، وتحدث زكريا النبى عن قوة بيت يهوذا هكذا : " أن رب الجنود قد تعهد قطيعه بيت يهوذا ، وجعلهم كفرس جلاله فى القتال " ( زك 10 ) .
يشير الخيل إلى قوة الله السماوية أو العلوية ...عندما رأى خادم أليشع النبى الجيش محيط بالمدينة أضطرب ، لكن أليشع طلب من الرب أن يفتح عينى الغلام ، " فأبصر وإذا الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول أليشع " ( 2 ملوك 6 ) ...
أما قوله هنا " فى مركبات فرعون " ربما ليؤكد أنه وإن صار المؤمنون خيلا للرب يحملون السمة السماوية لكنهم " مركبات فرعون " أى يعيشون على الأرض ( فى مصر ) ، وقد عرفت مصر بجودة خيلها ( 1 مل 10 ) .
إذ تم لقاء الراعى مع كنيسته فأعلن لها حقيقة مركزها ، قائلا لها :