my jesus live Admin
عدد الرسائل : 103 تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: الأصحاح الثانى / نشيد الانشاد الأربعاء 27 أغسطس - 20:57:32 | |
| المسيا الحبيب إن كانت النفس قد تحدثت مع قريباتها عن السيد المسيح كعريس لها ، تمدح حبه وتسترسل فى وصفه ، ثم عادت فتلاقت مع خطيبها الراعى الصالح ، وتعرفت عليه كملك يقيمها ملكة تجلس معه ، الآن تنزل معه الحديقة بعيدا عن كل تكلف أو رسميات يتناجيان معا فى حديث عذب . انه يقول لها : ان كان العالم قد جذبك بكل مغرياته ، فطلبتى ملذاته ومباهجه ، فإنى أنزل إليك فى العالم ، وأكون فى الأودية بين يديك لتتعرفين على : " أنا نرجس شارون ، سوسنة الأودية " ( نش 2 : 1 ) . شارون سهل فى اليهودية ، منطقة خصبة جدا والمياة فيها متوفرة ، لكنها لم تزرع إذ هى مكان ضيق كان يستخدم كطريق بين مصر وسوريا ، نرجس هذا السهل من نوع ممتاز ، يظهر دون أن يزرعه أحد من البشر أو يتعب فيه ، هكذا يظهر حبيبنا فى أرضنا ، جاء إلينا بنعمته ، وليس لبر فينا . السيد المسيح هو زهرة الشعب اليهودى ، فقد قاد الناموس إلى المسيح ، وهو سوسنة الشعوب الأممية إذ قبلته مخلصا ... أنه مسيح العالم كله : اليهود والأمم . ويرى القديس جيروم أن زهرة الحقل أو سوسنة البرية ( الأودية ) إنما هى شخص المسيا الذى نبت فى عصا هرون ، الزهرة التى نبتت فى القديسة مريم ، التى وإن كانت فى ذاتها لا تحمل حياة لكنها حملت " الحياة " ذاته . هذا هو حبيبنا بالنسبة لنا نحن عروسه ، لقد حمل بآلامه الرائحة الذكية ، يشتمها الذين فى السهل أى اليهود والذين فى الوادى أى جماعة الأمم .... أما نحن فماذا بالنسبة له ؟ " كالسوسنة بين الشوك ، كذلك حبيبتى بين البنات " ( نش 2 : 2 ) يقول العلامة أوريجين : " إذ صار هو سوسنة الأودية إنما لكى تصير حبيبته أيضا سوسنة تتمثل به .... بمعنى أن كل نفس تقترب إليه وتتبع خطواته تتمثل به تصير سوسنة " . المؤمن فى عينى الرب كالسوسنة " الزنبقة " ، بهية للغاية ، ولا سليمان فى كل مجده يلبس مثلها ، جميلة لا ببرها الذاتى ، بل بنعمة الدم الذى يجرى فيها .... إن كانت النفس البشرية قد صارت كسوسنة بين الأشواك ، لكنها لا تنشغل بالأشواك المحيط بها ، انما بالعريس الذى يشبعها ويرويها ويهبها راحة .... إنها تراه قادما إليها ، مقتربا نحوها حتى تقترب إليه ، يرتفع على الصليب حتى تستريح بظل محبته الأبدية ، ويقدم لها ثمر الصليب حلاوة فى حلقها ، لهذا تناجيه ، قائلة : " كالتفاح بين شجر الوعر ، كذلك حبيبى بين البنين ، تحت ظله اشتهيت أن أجلس ، وثمرته حلوة فى حلقى " ( نش 2 : 3 ) . إن كانت تعيش وسط الأشواك ولا تقدر أن ترتفع إليه ، فهو ينزل إليها ، يصير كشجرة التفاح ( رمز التجسد الألهى ) بين يديها ، لقد حل بيننا نحن الوعر الذى بلا ثمر ، وصار كواحد منا ، لكن ليس بلا ثمر مثلنا ، بل كشجرة التفاح : جميلة المنظر ، رائحتها منعشة ، يؤكل ثمرها ، ويشرب عصيره ... إنه شجرة الحياة التى نقتطفها عوض شجرة معرفة الخير والشر . إذ تجلس النفس مع حبيبها عند الصليب ، وتتذوق حبه اللانهائى ، تطلب منه الدخول إلى أحشائه لترتوى من ينابيع حبه العميقة ، قائلة : " أدخلنى إلى بيت الخمر ، علمه فوقى محبة ، أسندونى بأقراص الزبيب ، أنعشونى بالتفاح ، فإنى مجروحة حبا " ( نش 2 : 4 ، 5 ) . سبق أن رأينا " بيت الخمر " هو بيت " الحياة الجديدة " التى صارت لنا خلال آلام السيد المسيح الخلاصية ، ( ويرمز بيت الخمر ) إلى " بيت الوليمة والحكمة " حيث تدخل النفس إلى السيد المسيح وتنال عصير تعاليم الحق ومزيجها فى إناء الحكمة الإلهية ، تنتعش به النفس جديدا كل يوم ....... إذ تتعرف على أسرار الله كأنها جديدة كل يوم . إذ تدخل النفس بيت حبيبها تلتزم بقانون بيته ألا وهو " المحبة " لكنها إذ لا تقدر أن تطبقه بذاتها تسأله أن يقوم بنفسه بتدبير حياة الحب فيها أى تتسلم من الله " الحب الحقيقى " قانون محبته ، فتعرف كيف تحب الله والوالدين والأخوة .... حقا فى " بيت الحب " ننال طبيعة الحب الواحدة من مصدرها " الله نفسه " لكننا نلتزم أن نتعرف أيضا على قانون الحب العملى .. تعود النفس تصرخ معلنة حاجتها إلى " المحبة " ، قائلة : " اسندونى بأقراص الزبيب ، أنعشونى بالتفاح ، فإنى مجروحة حبا " ( نش 2 : 5 ) . إذ دخلت النفس " بيت المحبة الإلهية " وتسلمت من الله تدبير الحب ، تعلن أنها قد صارت مجروحة حبا يستحيل أن تكون هذه الجراحات خاصة بحب جسدانى ، ... أنها صرخات النفس داخل الكنيسة " بيت المحبة " إذ تطلب من خدام المسيح أن يسندوها بأقراص الزبيب أو الأطياب التى هى التعاليم الإلهية المعزية التى تسكب حب المسيح فى الداخل ، وتفيح رائحته الذكية ، إنها تطلب التفاح الذى هو رمز للجسد المقدس ، فهو سر انتعاشها الروحى . " شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى " ( نش 2 : 6 ) بمعنى آخر ، بشماله يؤدب ، فتصغر أمامنا الحياة الزمنية وكل ملذات الجسد والعالم ، وبيمينه يترفق إذ يفتح القلب أمام السمويات فتشتهيها ، على أى الأحوال ، يضع الرب تأديباته تحت رؤوسنا ، إذ بدونها لا تكون رؤوسنا متزنة ، ويحوط رؤوسنا بيمينه حتى تمتلىء قلوبنا رجاءا فيه ! هذه هى جراحات الحب الإلهية . " أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء " ( نش 2 : 7 ) . إذ دخلت النفس إلى بيت المحبة الإلهية .. كأنها قد حملت مشاعر الرسول بطرس حين أنسحبت أعماقه بالكامل نحو السيد المسيح المتجلى أمامه ، فقال " يارب جيد أن نكون ههنا " مت 17 إنها صورة رائعة للكنيسة الأم التى تطلب من أبنائها " بنات أورشليم " أن يبقين فى الأحضان الإلهية ... ولا يزعجن الرب المستريح فى قلوبهم بارتكابهن شرا أو خطية ! أنه صوت الكنيسة الأم تجاه كل نفس مؤمنه تدعى " ابنة أورشليم " ، تتطلع إلى أورشليم السمائية كأم لها ، ... ولعله أيضا صوت الكنيسة الموجه إلى جماعة اليهود " بنات أورشليم " التى رأت المسيا نائما على الصليب ، مدفونا فى القبر ألا تضطرب من هذا فتنكر الأيمان به ، فإنه وإن ظهر كما فى ضعف لكنه يقوم متى شاء ، فى اليوم الثالث ، لقد نام على الصليب بإرادته ، ويقوم أيضا بإرادته ، إذ يقول : " لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها " .. لكن بكل أسف رفض اليهود قبول السيد المسيح المصلوب منتظرين مسيحا حسب أهواء قلوبهم . الخاطب يطلب خطيبته " صوت حبيبى ( ابن اختى ) ، هوذا آت ظافرا على الجبال ، قافزا على التلال ، حبيبى شبيه بالظبى أو بصغير الأيل ، هوذا واقف وراء حائطنا ، يتطلع من الكوى ، يبرق خلال الشبابيك .. " ( نش 2 : 8 ، 9 ) . تتحدث كنيسة الأمم مع الشعب اليهودى فى عتاب لطيف ، فتقول لهم : لقد تعرفت على " كلمة الله " أو صوت الحبيب ، الذى جاء متجسدا خلال اليهود ( أبن اختى ) ، عرفته خلال جبال الشريعة التى تسلمتموها وتلال النبوات التى بين أيديكم ، لقد جاءنى ظافرا بفرح وسرور خلال الشريعة والنبوات ، لكن فى ملء الزمان جاءنى بنفسه كالظبى حاملا طبيعتنا ، مختفيا وراءها – واقفا وراء حائطنا – يتحدث معنا مباشرة . لقد تقبلت رسالة تجسده خلال كوى الشريعة وشبابيك الأنبياء .... لقد عرفت صوته وأمكننى أن أميزه ( يو 10 : 3 ، 4 ) . إن كانت الكنيسة قد تعرفت على كلمة الله المتجسد خلال شريعة العهد القديم والنبوات ، فقد جاء الحديث هنا بمثابة دعوة موجهة لكل نفس لكى ترتفع بالروح القدس على جبال الكتاب المقدس لتلتقى هناك بالخطيب القادم يخطب مخطوبته . لهذا يقول المرتل : " أساساته فى الجبال المقدسة " ، " رفعت عينى إلى الجبال من حيث يأتى عونى " مز ( 86 : 1) ، (120 : 1 ) . بماذا تشبه العروس خطيبها ؟ " حبيبى ( ابن اختى ) شبيه بالظبى أو صغير الأيل على جبال بيت ايل " ( نش 2 : 9 ) . يشبه السيد المسيح بالظبى ( الغزال ) ، وكلمة " ظبى " فى العبرية تعنى " جمال " ، فقد جاء السيد المسيح يطلب يد البشرية التى أفسدتها الخطية وشوهت طبيعتها الداخلية وجمالها الروحى ، ليتحد بها فيسكب جماله عليها . ما أروع حديث رب المجد فى حز 16 : 6 – 14 ..... نحو الكنيسة : " مررت بك ورأيتك وإذا مدوسة بدمك فقلت لك بدمك عيشى ..... ...... ....... ..... " . الكنيسة التى ضمها إليه بعد أن مر عليها فوجدها ملقاة فى الطريق عارية ومدوسة بدمها ، فقدسها بالتمام . إذ نزل المخلص إلينا يطلبنا عروسا له جاءنا من السماء ومزل حتى إلى حائطنا الذى أقمناه بعصياننا لله ، جاء إلى الحجاب الذى فصلنا عن قدس أقداس الله ووقف وراءه يعمل ويجاهد حتى الدم ، فحطمه ، وفتح لنا طريقا سماويا نسير فيه . نحن أقمنا الحجاب ، فصرنا عاجزين عن الصعود إليه ، لهذا نزل هو إلينا ، وعلى الصليب انشق حجاب الهيكل ، لكى يشرق لنا بقيامته خلال الكوى والشبابيك التى صنعها بنفسه . دعوة للقيامة : نزل الخاطب إلى بيت مخطوبته وهو يعلم أن شباكا وفخاخا كثيرة قد نصبت لها تجعلها غير قادرة على الخروج من بيتها وحدها والأرتفاع إلى بيته .... نزل بنفسه ذاك الذى وحده لا تقدر فخاخ الخطية أن تمسك به ولا شباك الموت أن تقتنصه . أنه يناديها بسلطان أن تقوم لتلتصق به وتصير حمامته الوديعة ، تحمل ثمار القيامة فى حياتها ، قائلا لها : " قومى يا قريبتى ، يا جميلتى ، يا حمامتى وتعالى ،لأن الشتاء قد مضى ، والمطر مر وزال ، الزهور ظهرت ، بلغ أوات القضب ، وصوت اليمامة قد سمع فى أرضنا ، التينة أخرجت فجها ( البراعم الصغيرة ) ، قعال الكروم تفيح رائحتها " ( نش 2 : 10 – 13 ) .انها دعوة للقيامة الأولى ، قيامة النفس البشرية فى المسيح يسوع من موت الخطية وانطلاقها فوق الأحاسيس الجسدية والشهوات الأرضية ، فتعيش حسب الروح لا الجسد . ما كان لكلمة الله أن يلقبها قريبته ويتحد بها ويصير معها روحا واحدا ( 1 كو 6 : 17 ) ولا أن يدعوها جميلة ، لو لم يرى صورتها تتجدد كل يوم ( 2 كو 4 : 16 ) ، وما كان قد رآها قادرة على تقبل الروح القدس الذى نزل على يسوع فى الأردن على شكل حمامة ، ولا دعاها " حمامته " لو لم تكن قد أدركت حب كلمة الله وأشتهت الأنطلاق إليها مسرعة وهى تقول " ليت لى جناحا كالحمامة فأطير وأستريح " ( مز 55 : 6 ) . فى هذا الربيع الذى صنعه الرب بقيامته ، يدعو الكلمة الإلهى عروسه أن تقوم ، قائلا لها : " قومى يا قريبتى ، يا جميلتى ، يا حمامتى وتعالى " ( نش 2 : 10 ) . هنا الدعوة موجهة للعروس أن تقوم وأن تتقدم فى طريق الكمال ، ذلك كما قال السيد المسيح للمفلوج : " قم أحمل سريرك وأمشى " متى 9 : 6 تكرار الدعوة للقيامة : يكرر السيد الدعوة لخطيبته أن تقوم ، قائلا لها : " قومى وتعالى ، يا قريبتى ، يا جميلتى ، يا حمامتى فى محاجىء الصخر ، فى ستر المعاقل ، أرينى وجهك ، اسمعينى صوتك ، ان صوتك لطيف ، ووجهك جميل " ( نش 2 : 13 ، 14 ) لماذا يكرر الخاطب الدعوة لعروسه أن تقوم ؟ .. السيد المسيح يدعو العروس القائمة أن تقوم ثانية ، والتى اقتربت إليه أن تأتى إليه .. لأنها يليق بها أن تدخل من مجد إلى مجد ( 2 كو 3 : 18 ) . فى المرة الأولى يدعوها أن تقوم وتأتى إليه : " قومى ....... وتعالى " ، أما الآن فهو يدعوها أن تخرج من بيتها ومن مدينتها وتنطلق إلى محاجىء الصخر إلى ستر المعاقل ، تنطلق ليس فقط عن شهوات الجسد الشريرة بل وعن العالم المنظور كله ... إنه يدعوها للقاء معه داخل الحصون الأبدية غير المنظورة ! دعوة السيد المسيح للنفس بالقيامة إنما هى دعوة للدخول فى المسيح يسوع لتلتقى مع الله بوجه مكشوف ... " أرينى وجهك ، اسمعينى صوتك " ! هذا القول لا يعنى أن وجهها مخفى عنه أو صوتها مجهول بالنسبة له ، لكنه يريدها أن تدخل إلى الأتحاد معه ، فتظهر أمامه فى دالة الحب كعروس تظهر بغير قناع ، وتتحدث فى صراحة . السيد المسيح يدعونا للأتحاد به " الصخرة الحقيقية " والدخول معه إلى حضن أبيه " ستر المعاقل " لنكون معه إلى الأبد ... هذه هى الحصون الأبدية التى تضفى على الكنيسة جمالا فيكون صوتها لطيفا ، ووجهها جميلا ! هكذا يدعو الخاطب خطيبته أن تطير من نطاق الفكر الجسدى إلى الفكر الروحى ، فلا تعود حمامة رعناء ( هو 7 : 11 ) ، بل يراها وديعة طاهرة يشتاق إلى صلواتها وألتصاقها به ، يرى وجهها على الدوام ويسمع صوتها . يحذرها من الواشين :إن كان " كلمة الله " قد نزل إلى الأنسان يمد له يده ، وقد قبله الأنسان ، فإنه يعود فيحذره من الواشين ، العاملين على تحطيم اتحاد الله مع الأنسان المؤمن ، قائلا : " خذوا ( امسكوا ) لنا الثعالب الثعالب الصغار المفسدة الكروم ، لأن كرومنا قد اقعلت ( أزهرت ) " نش 2 : 15 فى تكراره كلمة " الثعالب " تحذير منها ، إذ هى تزحف بخفة وتدخل من الثقوب الصغيرة لتفسد الكروم فى بدء نموه ..... بهذا تفسد كميات ضخمة من الثمار المقبلة ، فمع صغرها تفسد نمو الأنسان ونضوجه . ما هى هذه الثعالب الصغيرة ؟ ( 1 ) إن أخذنا هذا التحذير موجها من السيد المسيح إلى المؤمن أو النفس التى ترتبط بمسيحها فإن هذه الثعالب الصغيرة قد تكون خطايا نحسبها هينة كالكذب الأبيض أو الهزل ... لهذا يليق بنا أن نحفظ كل أبوابنا الداخلية مغلقة تجاه أى ثعلب صغير ، ممتنعين عن كل شبه شر ( 1 تس 5 ) ( 2 ) وإذا أخذنا هذا التحذير موجها من السيد المسيح إلى الكنيسة ، فإن هذه الكلمات تظهر موجهة إلى معلمى الكنيسة ، فتعطى لهم الأوامر باقتناص الثعالب المفسدة الكروم ، هنا تفهم الثعالب بكونها المعلمين الذين يروجون التعاليم الهرطوقية ، هؤلاء الذين يضللون قلوب البسطاء ويفسدون كرم الرب فلا يأتى بزهرة الأيمان الأرثوذكسى مستخدمين حججهم المنمقة . إذ صار هيرودس مضللا دعاه الرب أيضا ثعلبا ( لو 13 : 31 ) . لقد علمنا الكتاب المقدس أن نحذر الثعالب الصغيرة لكن لا نخافها ، فقد أعطينا سلطانا أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو ( لو 10 : 19 ) . وليمة العرس : بالتجسد الإلهى نزل الخاطب إلى خطيبته يطلب يدها ، وبقيامته دعاها أن تقوم به ومعه فلا تخاف الموت ولا ترغب سلطان الخطية ، لكنه طالبها أن تحذر الثعالب المفسدة لكرم الأتحاد معه . استجابت العروس لدعوة الخاطب : " حبيبى ( قريبى ) لى وأنا له ، الراعى بين السوسن ، إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال ، أرجع وأشبه يا حبيبى ( قريبى ) الظبى وصغير الأيل علىالجبال المشعبة ( الضيقة ) " ( نش 2 : 16 ، 17 ) . اعتادت الكنيسة القبطية أن تسمى سر الزواج " عقد أملاك وزواج " ، ففى هذا السر يقدم كل منهما نفسه فى ملكية الآخر ، هذا السر تراه النفس البشرية أو الكنيسة فى أكمل صورة على الصليب ، حيث يقدم الرب دمه مهرا لها ليدخل كل منهما فى ملكية الآخر ... لتقول العروس " حبيبى لى وأنا له " . رأته على الصليب معلقا ، فأدركت بحق مفهوم العرس السماوى ، فقد اشتراها بكمال حبه ، قدم حياته فدية لحياتها ، لهذا هى أيضا تلتزم أن تقدم حياتها له بفرح وسرور ، حتى فى الحياة الأبدية تتغنى هكذا : " لأنك ذبحت وأشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان شعب وأمة " رؤ 5 : 9 الكنيسة تود أن تفرح قلب العريس فتدعوه : " الراعى بين السوسن " وكأنها تقول له ، أيها السوسنة المتألمة ، لقد أثمرت شجرة صليبك اتحادا ، فجعلت منا نحن أيضا " سوسن " على مثالك . لتفرح وتسر .... وليمة القيامة أو الوليمة الأبدية : إذ دخلت النفس وليمة العرس الإلهى وتذوقت قيامة الرب فى حياتها ، أى اختبرت القيامة الأولى ، قيامة النفس من موت الخطية ، اشتهت القيامة الثانية أو قيامة الجسد فى مجىء الرب الأخير ، فصارت تستعطف العريس قائلة : " ارجع يا حبيبى " .... نعم تعال أيها الرب يسوع فإنى ألقاك لأعيش معك إلى الأبد . ... الآن قد عرفتك أنت كالظبى أو كصغير الأيل ، صارت لى خبرة معك ....... | |
|