my jesus live Admin
عدد الرسائل : 103 تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: الأصحاح الثالث/ نشيد الانشاد الأربعاء 27 أغسطس - 20:58:06 | |
| التعرف على القائم من الأموات : بعد أن ترنمت العروس تمتدح فاعلية الصليب فى حياتها معلنة أن وليمة القيامة هى وليمة العرس خلالها تنعم بالأتحاد مع العريس وتنطلق أعماقها الداخلية نحو مجيئه الأخير ، استعرضت فى صورة رمزية لأحداث القيامة بالنسبة لها ، فقالت : " فى الليل على فراشى طلبت من تحبه نفسى ، طلبته فما وجدته ، دعوته فما سمع لى ، أنى أقوم وأطوف فى المدينة ، فى الأسواق وفى الشوارع ، أطلب من تحبه نفسى ، طلبته فما وجدته ، وجدنى الحرس الطائف فى المدينة فقلت : أرأيتم من تحبه نفسى ؟ فما جاوزتهم إلا قليلا حتى وجدت من تحبه نفسى ، فأمسكته ولم أرخه حتى أدخلته بيت أمى وحجرة من حبلت بى ، أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبايائل ( قوى ) الحقل ألا تيقظن الحبيب حتى يشاء " ( نش 3 : 1 – 5 ) . يمكننا تفسير هذا الحديث ، كحديث الكنيسة الجامعة لعريسها المسيح.
حديث الكنيسة الجامعة حمل هذا الحديث الرمزى صورة حية لأحداث القيامة بالنسبة للكنيسة منذ أرتفع عريسها على الصليب فقد طلبته ثلاث مرات ولم تجده إلا فى المرة الأخيرة . ففى المرة الأولى طلبته " فى الليل " ، ولعل ذلك إشارة إلى الظلمة التى غطت الأرض فى لحظات الصليب ، إذ يقول الكتاب : " ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة ، ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم ...... وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى أثنين من فوق إلى أسفل ، والأرض تزلزلت ، والصخور تشققت ، والقبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين " (متى 27 : 45 – 52 ). صار النهار ليلا ، وكانت ظلمة على كل الأرض ، ولم يستطع حتى التلاميذ أن يدركوا سر الخلاص فى ذلك الحين ...... إذ لم يكونوا بعد قد تمتعوا بالأستنارة . طلبوه وهم على فراشهم فما وجدوه ودعوه فلم يسمع لهم ، طلبوه وهم فى ظلمة الفكر الجسدانى البشرى ، وهم على فراشهم غير قادرين على الجهاد معه أو ادراك أسرار الروح ، فلم يجدوه لعلهم كانوا يتساءلون فى داخل أفكارهم : هل هذا هو المسيا المخلص ؟ ! أو على حد تعبير تلميذى عمواس فيما بعد : " كنا نرجو أنه المزمع أن يفدى اسرائيل " مر 24 : 20 . وفى المرة الثانية طلبته العروس ليلا ، هنا اشارة إلى حال التلاميذ بعدما دفن الرب ودخلوا العلية وتحول وقتهم كله إلى ليل ، إذ طلبوا الرب وهم خائفين والأبواب مغلقة . لقد كان الوقت سبتا ، انتهى لكنهم لم يذوقوا طعم الراحة ، ولا قدروا أن يستكينوا انما تحولت عليتهم إلى مدينة وتحولت أفكارهم وربما أحاديثهم معا إلى أسواق وشوارع ، يتساءلون كل فى داخله أو مع زملائه : وما نهاية الأمر ؟ ! بحثوا عنه فيما بينهم وهاجوا وماجوا فى أعماقهم ولا سلام ! . أما فى المرة الثالثة فقد تم البحث عنه فقد تم البحث عنه عند القبر الفارغ ، فقد خرجت مريم فجر الأحد والظلام باق لم تبال أن تسير فى الشوارع والأسواق حتى اجتازت إلى القبر ، لقد خرجت نيابة عن الكنيسة حزينة القلب وسألت الملاك بدموع عمن تحبه نفسها ، وما جاوزته قليلا حتى رأت الرب وألتصقت به ... لقد أمسكت به أولا لكنها إذ أرادت أن تبقى هكذا سألها أن تسرع وتخبر التلاميذ أن يلتقوا به فى الجليل .... وكأن القديسة مريم قد دخلت به إلى الكنيسة بيت أمها وحجرة من حبلت بها . أما حديث الكنيسة : " احلفن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظن الحبيب حتى يشاء " فهو حديث عتاب مملوء حبا موجه من الكنيسة المسيحية إلى جماعة اليهود . لقد سخروا بالعريس على الصليب قائلين : " إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب " مت 27 : 40 ، وكأن الكنيسة بعد أن دخلت إلى قيامته عادت تقول لبنات أورشليم : لماذا كنتن تستعجلن العريس أن يقوم ، أسألكن بحق الأنبياء " الظباء وأيائل الحقل " أن تتركن أياه ليقوم فى اليوم الثالث حيث شاء هكذا ! إن كان قد رقد على الصليب فراجعن النبوات واذكرن أنه يقوم متى شاء ! لقد عرفت الآن سر موته ودفنه ، انه مات عن قوة ، وقام ليقيمنا معه ! .
العروس المقامة : انتهى الحلم المزعج وتبددت الظلمة بقيامة الرب ، فتعرفنا عليه وتمتعنا بالأتحاد به ، وصار لنا سمة " قيامته " ، لهذا وقفت الملائكة كأصدقاء العريس القائم من الأموات تترنم ممتدحة العروس القائمة مع عريسها ، قائلين : " من هذه الصاعدة من البرية ، كأعمدة من دخان ، معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر " ( نش 3 : 6 ) . إنه حديث روحى رائع فإن العروس وقد التقت بعريسها القائم من الأموات الصاعد إلى سمواته قد أدخلته إلى قلبها ... وكانت الثمرة الطبيعية لهذا العمل أن صعدت به ومعه إلى سمواته ، كقول الرسول بولس : " أقامنا معه وأجلسنا معه فى السموات " . دخوله إلى أعماقها رفعها عن برية هذه الحياة ، فصارت تناجيه : " لى اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل " فى 1 : 23 لعل هذه الكلمات " من هذه الصاعدة ... ؟ " تصدر عن العريس نفسه الذى يسندها ويشجعها مؤكدا لها أنه يراها صاعدة إلى السموات بالرغم من وجودها الآن على الأرض . إنها وهى بعد فى الجسد صارت كالدخان الحامل رائحة الصلاة الذكية ، فيه نسمات العريس نفسه ، ولعلها كلمات السمائيين الذين تطلعوا إلى البشريين الترابيين وقد انفتح أمامهم باب الفردوس وانطلقوا بالسيد المسيح الساكن فيهم مرتفعين من يوم إلى يوم نحو السمويات ولعلها أيضا كلمات بنات أورشليم هؤلاء اللواتى كن قبلا يعيرون الكنيسة بسوادها كما سبق فرأينا بسبب عدم انتسابها للآباء والأنبياء .... إذ هى من الأمم ، لكنها تظهر الآن خلال اتحادها بالمسيا المخلص جميلة وبهية ، تصعد من مجد إلى مجد ! . أما مواد عطارة العروس فهى : المر : لأنها دفنت مع المسيح يسوع الذى كفن بالمر والأطايب ، فإنه إن لم تدفن معه لا تقدر أن تنعم بالحياة الجديدة المقامة والمرتفعة نحو السموات ......... اللبان : فإن رائحة بخور صلواتها تصعد نحو الرب ...... بل تردد مع المرتل : " أما أنا فصلاة . كل أذرة التاجر : وهى أدوات التجميل التى تشتريها النفس من المسيح نفسه " التاجر " الذى وحده يقدر أن يزين النفس ويجملها عروسا له .
زمان وليمة العرس : " هوذا سرير سليمان حوله ستون جبارا من جبابرة اسرائيل ، كلهم قابضون سيوفا ومتعلمون الحرب ، كل رجل سيفه على فخذه من هول الليل ، الملك سليمان عمل لنفسه تختا من خشب لبنان ، على أعمدته فضة وروافده ذهبا ومقعده أرجوانا ، ووسطه مرصوفا محبة من بنات أورشليم " ( نش 3 : 7 – 10 ) . إن كان صليب الرب وقيامته هما سر وليمة العرس ، إذ يتقدم العريس القائم من الأموات ويقيم عروسه التى دخلت معه دائرة آلامه وصلبه ، يسكن فى قلبها فترتفع به صاعدة إلى السماء معطرة ومزينة بكل جمال روحى ، فإننا نتساءل : متى يكون هذا ؟ أو ما هو زمان الوليمة ؟ يظهر العريس فى موكبين أحدهما فى الليل حيث يقيم على السرير فى وسط أولاده المجاهدين ، والآخر فى النهار جالسا على تخته الأبدى ... الموكب الزمنى : فى هذا الموكب يظهر العريس حوله ستون جبارا ، كلهم رجال حرب ، حاملين سيوفهم على فخذهم ، يجاهدون وسط أهوال ليل هذه الحياة ، أنه الموكب الذى تعيشه الكنيسة المجاهدة حول المسيح عريسها . هنا يظهر العريس وقد أقام " سريرا " فى وسط الكنيسة ، إنه سرير فريد عليه " ربض الأسد الخارج من سبط يهوذا " ( تك 49 : 9 ) ، هو صليب الرب الذى حقق سلاما للكنيسة إذ به تصالحت السماء مع الأرض ، وأعطى الغلبة والنصرة للكنيسة على قوات الشر الروحية . أما الستون جبارا من جبابرة اسرائيل المحيطون به ، هم أبناء الملكوت ، كل مؤمن يحمل على فخذه سيفه الذى هو كلمة الله لكى يغلب . الموكب الأبدى : فى الموكب الزمنى ظهر العريس على سريره ليعطى لشعبه طمأنينة بكونه سر راحتهم وسلامهم وسط جهادهم فى هذا العالم أو فى هذه الحياة الزمنية ، أما فى الموكب الأبدى فلا حرب ولا جهاد ، لذا يظهر ملكا محمولا على تخت أو محفة تحمل على الأذرع ... يظهر على عرشه الأبدى الذى تحمله الكائنات الحية الأربعة ( رؤ 4 ) .
دعوة للوليمة : " اخرجن يا بنات صهيون وأنظرن الملك سليمان بالتاج الذى توجته به أمه ، فى يوم عرسه وفى يوم فرح قلبه " نش 3 : 11 هذه هى الدعوة التى توجهها الكنيسة للعالم للتمتع بوليمة الصليب ، أنها تطلب من البشرية أن تخرج من ذاتها ، عن الأنا ....... " أخرجن " ، حتى يستطعن التمتع برؤية الملك الحقيقى " سليمان الجديد " وقد توجته أمة اليهود بأكليل الشوك . خلال البصيرة الروحية يرى المؤمنون التاج السرى للمصلوب ألا وهو " غفران خطايانا وازالة اللعنة " .... هذا هو يوم عرسه ويوم فرح قلبه ، إذ قدم دمه مهرا لعروسه !
| |
|