my jesus live Admin
عدد الرسائل : 103 تاريخ التسجيل : 21/08/2008
| موضوع: الأصحاح السادس / نشيد الانشاد الأربعاء 27 أغسطس - 21:00:22 | |
| الأصحاح السادس حوار فى الحديقة
إذ شهدت النفس لعريسها بدأ غير المؤمنين يتساءلون : " أين ذهب حبيبك أيتها الجميلة بين النساء ؟ أين توجه حبيبك فنطلبه معك ؟ " ( نش 6 : 1 ) إذ حملت شهادة النفس عن العريس انعكاسات مجده على حياتها وتصرفاتها لقبولها " الجميلة بين النساء " ، حتى منظرها فى جماله الروحى ولد فيهم جاذبية خاصة لا ليتعلقوا بها فى ذاتها ، بل للبحث عن عريسها ، الذى هو سر جمالها . لقد صرن فى شوق شديد نحوه مع حيرة فتساءلن : " أين ذهب حبيبك ؟ أين توجه ؟ أين أختفى ؟ إننا نريد أن نعرفه معك ، فندخل إليه ليس بدونك " . لقد أدرك غير المؤمنين أنهم لا يقدرون أن يتعرفوا على هذا العريس خارج الكنيسة ، بل معها وخلالها ، أنه عريس الكنيسة ، لذا يليق بهم لكى يدخلوا إليه أن يقبلوا العضوية فى الكنيسة ..... بهذا يصير هو رأسا لهم ، فبدون الكنيسة لا يعرف العالم المسيح ، وخارج المسيح لا توجد كنيسة . أما اجابة الكنيسة فهى : " حبيبى نزل إلى جنته ، إلى خمائل الطيب ، ليرعى فى الجنات ، ويجمع السوسن ، أنا لحبيبى وحبيبى لى ، الراعى بين السوسن " ( نش 6 : 2 ، 3 ) ليس بالأمر العجيب أن يحوى هذا السفر تأكيدات مستمرة لوجود العريس داخل الكنيسة ، ووجوده داخل النفس التى اقتناها بدمه ، فإنه يدخل إلى القلب الحجرى المقفر ويجعل منه جنة له ( نش 4 : 12 ، 16 ) ، بل جنات داخلية يرعى فيها ، هناك يجمع السوسن الحامل سمات العريس نفسه والذى دعى أيضا بالسوسن ( نش 2 : 1 ) .
حديث العريس مع عروسه فى الحديقة " أنت جميلة يا حبيبتى كترصة ، حسنة كأورشليم ، مرهبة كجيش بألوية " ( نش 6 : 4 ) . إذ تدخل العروس فى علاقة اتحاد مع عريسها يناجى كل منهما الآخر ، والآن إذ أعلنت العروس لغير المؤمنين وشهدت أنه بداخلها فى جنته ، وتطلب منهم ألا يبحثوا عنه فى الخارج يمتدحها العريس مستخدما بعض العبارات السابقة ( نش 4 ) مع الكشف عن جمال أعمق ، سره دخولها فى اتحاد معه أعمق . هنا يراها " جميلة كترصة " ، وكلمة ترصة فى العبرية تعنى انشراح أو بهجة . وترصة هى أصغر البنات الخمس لصفحار بن حافر ( عد 26 : 33 ) ، هؤلاء البنات مات أبوهن وليس لهن أخ ، فوقفن أمام موسى وألعازار الكاهن وأمام الرؤساء وكل الجماعة لدى باب خيمة الأجتماع وطلبن أن يرثن أبوهن مع أخوة أبيهن ، فأعطاهن الرب هذا الحق وصار ذلك فريضة قضاء ( عدد 27 : 1 – 11 ) ، ونلن أيضا نصيبهن عند تقسيم الأرض على يد يشوع بن نون ( يش 17 : 3 ) ، ولعله فى سفر النشيد يشبه العروس بترصة كأصغر البنات اللواتى طالبن بحقهن أمام موسى النبى ويشوع ، وصدر الأمر من قبل الرب أن ينلن ميراثا ونصيبا ، هذا هو جمال النفس المتحدة بالمسيح يسوع ، إنها فى دالة بغير خوف تطلب ميراثها ونصيبها أى حقها لتعيش كعضوة حية فى الجماعة المقدسة . وما هو هذا الميراث أو هذا النصيب الذى للمؤمن إلا الرب نفسه الذى تقبله النفس فى داخلها . أيضا يرى الرب الكنيسة أنها " حسنة كأورشليم " مدينة الملك ، إنه جمال أمتزج بالقوة ، بمعنى أن المسيحى يحمل مع الجمال قوة ، فهو جميل بوداعته ورقته كما أنه قوى بشجاعته وحزمه ، أما سر قوته ونصرته فهى " الدموع " التى يسكبها بقلب منكسر أمام الله فتأسر المحبة الإلهية ، إذ يقول له الرب : " حولى عنى عينيك فأنهما قد غلبتانى " ( نش 6 : 5 ) .
أنها من أجمل العبارات المؤثرة فى الأنجيل ، التى توضح مدى رقة وحب الله للبشرية ، لقد غلبت مراحم الله بدموع المرأة الخاطئة وتنهدات اللص اليمين ، فإن الله لا يحتمل أن يرى دموع الأنسان وانسحاقه ، ولعل أعظم مثل لهذا أخاب الملك الشرير الذى قتل وورث ( 1 مل 21 : 19 ) ، والذى شهد عنه الكتاب : " لم يكن كأخاب الذى باع نفسه لعمل الشر فى عينى الرب الذى أغوته أمرأته ، ورجس جدا بذهابه وراء الأصنام ... " ( 1 مل 21 : 25 ) ، إذ سمع كلام الرب ضده على لسان إيليا النبى شق ثيابه وجعل مسحا على جسده واضطجع بالمسح ومشى بالسكوت ، لم يحتمل الرب هذا المنظر بل قال لأيليا النبى : " هل رأيت كيف أتضع أخاب أمامى ؟ فمن أجل أنه قد اتضع أمامى لا أجلب الشر فى أيامه " ( 1 مل 21 : 29 ) . " شعرك كقطيع معز رابض فى جلعاد ،أسنانك كقطيع نعاج صادرة من الغسل ،
اللواتى كل واحدة متئم وليس فيهن عقيم ، شفتاك كسلكة من القرمز ، كلامك حلو ، خدك كفلقة رمانة ( ترى من ) تحت نقابك " نش 6 : 5 – 7 )
" هن ستون ملكة وثمانون سرية وعذارى بلا عدد ، واحدة هى حمامتى كاملتى ، الوحيدة لأنها هى ، عقيلة ( المختارة ) والدتها هى ، رأتها البنات فطوبنها ، الملكات والسرارى فمدحنها " ( نش 6 : 8 ، 9 ) . إنه يمدحها خلال لغة الأرقام ... فماذا يعنى بالستين ملكة ؟ والثماثين سرية ؟ والأبكار بلا عدد ؟ وحمامته الكاملة الواحدة ؟ ! أولا : ربما قارنها بالخليقة السماوية المحبة له ، فرأى فى السمائيين طغمات كثيرة شبههم بالستين ملكة والثمانين سرية والأبكار بلا عدد ..... هؤلاء على درجات متفاوتة من جهة القامة ، أما كنيسته التى أقتناها العريس بدمه وقدسها بروحه القدوس ، فقد صارت العروس الواحدة الحمامة الكاملة ، هذا هو سر جمالها وكمالها وقوتها : لقد صارت جسد الرب الواحد ، مع أنها تضم أعضاء كثيرين ، إذ " يجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد " ( يو 11 : 52 ) ، يجتمعون فيه ( أف 1 : 10 ) . أما سر وحدتها فلا يقوم على مجرد اجتماع الأعضاء معا فى مكان واحد ، أو اتحادهم فى لغة واحدة أو ثقافة واحدة .... إنما يقوم على العوامل الإلهية التالية : ( أ ) إنها حمامته ... لقد وهب كنيسته الروح القدس الإلهى لينطلق بالمؤمنين كحمامة واحدة ، تنال حياة الشركة مع الله . ( ب ) أنها كاملته : إذ تلبس الكنيسة السيد المسيح الكامل ، تصير به كاملة ، فتقوم وحدتها على أساس الدخول فى " الحياة الجديدة الكاملة " التى لنا فى المسيح يسوع ، هذا يظهر بوضوح فى صلاة الرب الوداعية ، ليلة آلامه ، إذ يقول : " أيها الأب القدوس ، أحفظهم فى اسمك ، الذين أعطيتنى ليكونوا واحد كما نحن ، ليكون الجميع واحدا ، كما أنك أنت أيها الآب فى وأنا فيك ، ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد ، أنا فيهم وأنت فى ليكونوا مكملين إلى واحد " ( يو 17 ) . ( ج ) وحيدة أمها ومختارة والدتها : من هى هذه الأم أو من هذه الوالدة التى تتطلع إلى الكنيسة كوحيدتها والمختارة ؟ ! إنها أورشليم السماوية ، التى لا عمل لها إلا انتظار هذه العروس الواحدة التى خطبها الرب يسوع لتبقى شريكة فى المجد إلى الأبد ، كأن سر الوحدة ينبع من دخول المؤمنين إلى الأبدية .... أو انطلاقهم من دائرة الزمن . ثانيا : يمكن أن نفهم من لغة الأرقام الرمزية اعلانات عن سر جمال الكنيسة وكمالها وقوتها : ( أ ) ستون ملكة : تشبه الكنيسة بستين ملكة ، لأنه إن كان رقم 12 يمثل ملكوت الله على الأرض كما سبق فرأينا ، إذ يملك الثالوث القدوس على أربعة جهات المسكونة ( 3 × 4 ) . فإنه إذ يملك الله على حواس المؤمنين الخمس ( 12 × 5 ) يكون رقم ستون رمزا لملكية الله على حياة المؤمنين ، أو على حياة الكنيسة الممتدة فى كل جهات المسكونة . ( ب ) ثمانون سرية : .... هنا تظهر الكنيسة كسرية ، أى تعيش فى حياة خفية روحية مع العريس . أما رقم ثمانون فيشير إلى اتساع الكنيسة بالطبع الأخروى وهى بعد على الأرض ، فإن رقم 10 يشير إلى حياتنا الزمنية ، أما رقم 8 ( 10 × 8 ) فيشير إلى الحياة الأخرى كما سبق فرأينا ، لأنه تعدى رقم 7 الذى يشير لأسبوع حياتنا . لهذا جاء الختان فى اليوم الثامن ، وقام الرب فى اليوم الأول من الأسبوع الجديد أو الثامن من الأسبوع السابق ، وخلص فى فلك نوح ثمانى أنفس ... هذه كلها تشير للحياة الجديدة العلوية أو السماوية ، فالكنيسة وهى تعيش على الأرض ( 10 ) تحيا بالحياة الجديدة السماوية . ( ج ) عذارى بلا عدد : هنا الرقم غير المحدود يشير إلى عذراوية الحياة كلها للرب ، فيقدم المؤمن قلبا عذراويا لا يقبل عريسا غير الرب ، وفكرا عذراويا ، وأحاسيس عذراوية ... لهذا شبه ملكوت الله بالعذارى خرجن لأستقبال العريس . ( د ) الواحدة : وحدانية الكنيسة سمة رئيسية فى حياة الكنيسة ، إذ يعلن المؤمن " نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية " ، سر الوحدانية بنوتها لله الأب الواحد باتحادها مع السيد المسيح بواسطة الروح القدس فى المعمودية . يمكن أن تفهم " واحدة هى حمامتى كاملتى " أنها القديسة مريم العذراء ، وقد انطبق عليها ما ورد فى سفر النشيد بعد ذلك : " من هى المشرقة مثل الصباح ، جميلة كالقمر ، طاهرة مختارة كالشمس ، مرهبة كجيش بألوية " ( نش 6 : 10 )
اهتمام العروس بالعمل : " نزلت إلى جنة الجوز لأنظر إلى ثمر الوادى ، لأنظر هل أزهر الكرم ؟ هل نور الرمان ؟ هناك أعطيك ثدييى ، فلم أشعر ألا وقد جعلتنى نفسى كمركبات عميناداب ، أرجعى أرجعى يا شولميث ، أرجعى أرجعى فننظر إليك ، ماذا ترون فى شولميث ؟ مثل انتظام صفوف فى معسكر " ( نش 6 : 11 – 13 ) . إن كان الرب قد مدح عروسه هكذا ، فإن العروس أمام هذا الحب العظيم لم تقف لتنصت للمديح لكنها نزلت إلى واديها الداخلى للعمل ، نزلت إلى جنة الجوز وأعطت اهتماما بالكرم وشجر الرمان . نزلت العروس إلى جنة الجوز لتكشف أن الجوز قد طرح ثماره بطريقة كهنوتية ، فإن هرون الكاهن الأعظم قد أفرخت عصاه وقدمت ثمر الجوز ( عدد 17 : 8 ) . العجيب أن مديح الرب للنفس الأمينة لا يدفعها للكبرياء بل ينخسها للعمل فتنزل لترى كرم الرب الذى فى داخلها والأشجار التى غرستها يمينه : هل أزهر الكرم ؟ هل نور الرمان ؟ إذ تدخل جنة الرب التى فى داخلها ، وتتلمس عمله فيها ، تفرح بالثمر ولو أنه لا يزال فى البداية ، فتناجى عريسها : " هناك أعطيك ثدييى .... " أى أرد حبك بالحب ، كما قدمت لى ثدييك اللذين هما العهد القديم والعهد الجديد ، وها كلمتك قد أثمرت فى داخلى ، فأرد لك ما هو ملكك ، أقدم لك ذات العهدين ، لأن كتابك صار كتابى ... تشهد لكلمة الله عمليا أمام الآخرين وتقدم الكلمة لأخوتها ... فى هذا الجو المملوء جهادا مع فرح وتسبيح ينادى العريس عروسه قائلا : " أرجعى أرجعى يا شولميث .... " لقد دعاها " شولميث " وهو مؤنث " شالم أو سالم أو سليمان " ، وكأن السيد المسيح نفسه هو سليمان الحقيقى ، يناديها بلقبه هو . أما سر سلامها فهو رجوعها المستمر إليه ... يعتز السيد المسيح بكنيسته أو بالنفس التى هى عضو فى كنيسته ، إذ يراها وهى تحمل فى داخلها السلام قد صارت كصفوف جنود منتظمة للحرب الروحية . | |
|